سورة الجن - تفسير تفسير الواحدي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الجن)


        


{وأن لو استقاموا على الطريقة} لو آمنوا جميعاً، أَي: الخلق كلُّهم أجمعون الجنُّ والإِنس {لأسقيناهم ماءً غدقاً} لوسَّعنا عليهم في الدُّنيا، وضرب المثل بالماء لأنَّ الخير كلَّه والرِّزق بالمطر، وهذا كقوله تعالى: {ولو أنَّ أهل القرى آمنوا واتقوا....} الآية.
{لِنَفْتنهم فيه} لنختبرهم فنرى كيف شكرهم {ومن يعرض عن ذكر ربه يسلكه} يدخله {عذاباً صعداً} شاقاً.
{وأنَّ المساجد لله} يعني: المواضع التي يُصلَّى فيها. وقيل: الأعضاء التي يسجد عليها. وقيل: يعني: إنَّ السَّجدات لله، جمع مسجد بمعنى السُّجود {فلا تدعوا مع الله أحداً} أمرٌ بالتَّوحيد لله تعالى في الصَّلاة.
{وإنه لما قام عبد الله يدعوه} أي: النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم لمَّا قام ببطن نخلة يدعو الله {كادوا يكونون عليه} كاد الجنُّ يتراكبون ويزدحمون حرصاً على ما يسمعون، ورغبةً فيه.


{ولن أجد من دونه ملتحداً} أَيْ: ملجأً.
{إلاَّ بلاغاً من الله ورسالاته} لكن أُبلِّغ عن الله ما أُرسلت به، ولا أملك الكفر والإِيمان وهو قوله: {لا أملك لكم ضرّاً ولا رشداً}. وقوله: {حتى إذا رأوا} أي: الكفَّار {ما يوعدون} من العذاب والنَّار {فسيعلمون} حينئذٍ {مَنْ أضعف ناصراً} أنا أو هم {وأقل عدداً}.
{قل إن أدري} ما أدري {أقريب ما توعدون} من العذاب {أم يجعل له ربي أمداً} أجلاً وغايةً.
{عالم الغيب} أي: هو عالم الغيب {فلا يظهر} فلا يُطلع على ما غيَّبه عن العباد {أحداً}.
{إلاَّ من ارتضى} اصطفى {من رسول} فإنَّه يُطلعه على ما يشاء من الغيب معجزةً له {فإنَّه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصداً} أي: يجعل من جميع جوانبه رصداً من الملائكة يحفظون الوحي من أن يسترقه الشَّياطين، فتلقيه إلى الكهنة، فيساوون الأنبياء.
{ليعلم} الله {أن قد أبلغوا رسالات ربهم} أي: ليُبلِّغوا رسالات ربِّهم، فإذا بلَّغوا علم الله ذلك، فصار كقوله: {ولمَّا يعلمِ اللَّهُ الذين جاهدوا منكم} أي: ولمَّا يجاهدوا. {وأحاط بما لديهم} علم الله ما عندهم {وأحصى كلَّ شيء عدداً} أي: علم عدد كلِّ شيء فلم يخف عليه شيءٌ.

1 | 2